أسباب الفقر | الأسباب جذرية مشتركة للفقر

هل تساءلت يومًا عن أسباب الفقر؟ هناك ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم يواجهون تحديات الفقر وعدم التمكن من تحقيق مستوى معيشة كريم. 

وذلك وفقاً للبنك الدولي يعيش حوالي 719 مليون شخص، بنسبة 9.2٪ من سكان العالم يعيشون تحت مستوى خط الفقر الدولي. على أقل من 2.15 دولار في اليوم(أي شخص يعيش على أقل من 2.15 دولار في اليوم يعيش في الفقر المدقع). لا تكن مذهول من هذا الرقم لأن في عام 1990 كان أكثر من 1.8 مليار شخص يعاني من الفقر. 

أسباب الفقر | الأسباب جذرية مشتركة للفقر


في هذه المقالة، سنستكشف بعض أهم أسباب الفقر الرئيسية، مثل البطالة وعدم المساواة والتهميش ونقص التعليم، وشدة تعرض بعض السكان للكوارث والأمراض والظواهر الأخرى التي تمنعهم من أن يكونوا منتجين.

تعريف الفقر

الفقر هو حالة تحدث عندما يفتقر الفرد أو المجتمع إلى مستوى كافٍ من الموارد المادية والاقتصادية والاجتماعية التي تسمح له بتلبية احتياجاته الأساسية والحصول على مستوى عيش لائق. يشمل الفقر عدم القدرة على الحصول على الغذاء والمأوى والماء النظيف، والتعليم والرعاية الصحية الأساسية، وفرص العمل الكافية، والوصول إلى الخدمات العامة والمشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

الفقر قضية عالمية تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وتتفاوت ظروف الفقر من بلد لآخر وداخل بلدان معينة. يمكن أن يكون الفقر ناتجًا عن عوامل متعددة مثل البطالة، وسوء التعليم، والأمراض، والنزاعات المسلحة، والتمييز وعدم المساواة، وسوء إدارة الحكومة، وغيرها من العوامل الاجتماعية والاقتصادية.

أسباب الفقر

تعد أسباب الفقر متعددة ومتشعبة، وتتفاعل مع بعضها البعض لتشكل تحديات معقدة تواجهها الأفراد والمجتمعات. في هذا السياق، سنسلط الضوء على أهم الأسباب التي تلعب دورًا كبير في انتشار الفقر وتفاقمه.

1- تغيرات المناخ

يعتبر تغير المناخ أحد أبرز أسباب الفقر. الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والعواصف العنيفة تؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية والممتلكات. 

مما يؤثر سلبًا على قدرة الأفراد على تأمين مستوى حياة لائق. كما يتسبب التغير المناخي في ارتفاع تكاليف الطاقة والمياه، مما يؤدي إلى زيادة العبء المالي على الأفراد الفقراء.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية حوالي 250 ألف حالة وفاة خلال الفترة بين 2030 و 2050 بسبب الإجهاد الحراري وسوء التغذية والملاريا والإسهال.

2- عدم المساواة والتهميش:

تعد عدم المساواة والتهميش من أسباب تفشي الفقر. عندما يتعرض فئات معينة من المجتمع إلى التهميش والتمييز في الوصول إلى فرص التعليم والرعاية الصحية والعمل، فإن ذلك يؤدي إلى تفاقم الفقر بين هذه الفئات. قد يتسبب التهميش في عدم توفر فرص العمل المناسبة والتدريب المهني، مما يقيد قدرة الأفراد على الحصول على دخل مناسب وتحسين وضعهم المعيشي.

3- الحروب والصراعات:

الحروب والصراعات المسلحة هي من أسباب ظاهرة الفقر في العالم. تؤدي هذه الظروف العنيفة إلى تدمير البنية التحتية والممتلكات والمصادر الاقتصادية، مما يؤثر بشكل كبير على حياة الناس ويزيد من معاناتهم. تفقد الأسر مصدر دخلها وممتلكاتها، وتجبر على النزوح والتشرد، مما يؤدي إلى تدهور أوضاعهم المعيشية وزيادة نسبة الفقر بينهم.

يوجد أكثر من 5.5 مليون لاجئ في المنطقة، مع مئات الآلاف المشردين في 130 دولة حول العالم. يعاني ما لا يقل عن 70 في المائة من هؤلاء اللاجئين من حالة فقر مدقع، حيث يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والخدمات الأساسية. هؤلاء الأفراد المهجّرون يجدون صعوبة في الحصول على سبل العيش الكريمة وتأمين احتياجاتهم الأساسية، ما يؤثر سلبًا على صحتهم ورفاهيتهم.

4- عدم الحصول على المياه النظيفة والطعام:

عدم توفر المياه النظيفة والغذاء الكافي يعدان من أسباب مشكلة الفقر. في العديد من المناطق الفقيرة، يعاني الأشخاص من نقص في إمدادات المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية النظيفة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وتدهور الصحة العامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن النقص في الطعام وعدم توفر التغذية السليمة يؤثر على صحة الأفراد وقدرتهم على العمل والتعلم، مما يزيد من دائرة الفقر والتشرد. ومن المتوقع أن يواجه 345 مليون شخص في 79 دولة انعدامًا حادًا للأمن الغذائي في عام 2023. 

وصول المياه النظيفة والغذاء الكافي لا يزال تحديًا كبيرًا على مستوى العالم. فبحسب البيانات الأخيرة حتى عام 2019، يقدر أن حوالي 2.2 مليار شخص لا يزالون يعانون من نقص في توفر مياه الشرب النظيفة في منازلهم. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل يوجد أيضًا أكثر من 820 مليون شخص حول العالم يعانون من نقص في توفر الغذاء الكافي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. هذه الأرقام تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فعالة لتحقيق التنمية المستدامة وضمان توفر الموارد الأساسية للجميع.

5- نقص التعليم

نقص التعليم هو أحد أسباب الفقر الرئيسية. عندما يفتقر الأشخاص إلى فرص التعليم الجيدة والمناسبة، يكون لديهم فرصة أقل لتحقيق إمكاناتهم الكاملة وتحسين ظروف حياتهم. يؤثر نقص التعليم على القدرة على العثور على فرص عمل جيدة والحصول على دخل مستدام، مما يؤدي إلى تجاوزهم بالفقر والتشرد.

وفقًا لتقرير صادر عن منظمة اليونسكو، يتبين أن حوالي 171 مليون شخص قد يتمكنون من تحسين أوضاعهم المعيشية والتغلب على الفقر إذا كانوا يتمتعون بمهارات القراءة الأساسية. إن القدرة على القراءة والكتابة تعد أداة حاسمة في تمكين الأفراد وتوفير فرص جديدة للتعلم والتطور الشخصي، مما يؤثر بشكل إيجابي على حياتهم ومجتمعاتهم. لذا، ينبغي العمل على تعزيز التعليم وتوفير فرص التعلم الأساسية للجميع للقضاء على الفقر وبناء مستقبل أفضل للجميع.

6- نقص الدعم الحكومي:

عدم توفر الدعم الحكومي الكافي يشكل عائقًا رئيسيًا أمام تخفيف الفقر. عندما لا يتم توفير البرامج والخدمات الاجتماعية الضرورية للأفراد الأكثر احتياجًا، يكون من الصعب عليهم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. يجب أن تعمل الحكومات على تعزيز الحماية الاجتماعية وتوفير الدعم المالي والخدمات الأساسية للأفراد الفقراء والمحرومين.

7- نقص البنية التحتية من أسباب الفقر

تأثير نقص البنية التحتية يمكن أن يكون كارثيًا على حالة الفقر، حيث يؤثر سلبًا على القوة الاقتصادية للمجتمعات والبلدان بأكملها. فعدم توفر البنية التحتية الأساسية مثل الطرق، وشبكات الكهرباء، والمياه، والسكك الحديدية، والنقل الجماعي، والاتصالات السلكية واللاسلكية، يمكن أن تظل المجتمعات معزولة عن بقية العالم. تعزز البنية التحتية القوية التواصل والتجارة والتنمية الاقتصادية، ولكن في حالة النقص الحاد للبنية التحتية، يتعذر على المجتمعات التفاعل بشكل فعال مع العالم الخارجي، خاصة في المناطق الريفية. يؤدي عدم الوصول إلى الخدمات الأساسية، والتعليم، وفرص العمل إلى استمرار دوامة الفقر، مما يعيق تقدم المجتمعات ويحد من فرص التنمية المستدامة.

لمواجهة هذه المشكلات، يجب على الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني العمل معًا لتحسين البنية التحتية وتوفير البنية التحتية الأساسية مثل الطرق والمرافق العامة.

8- نقص الرعاية الصحية الجيدة:

عدم الحصول على رعاية صحية جيدة يسهم في انتشار الفقر. عندما يفتقر الأفراد إلى الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، يصبحون عرضة للأمراض والإعاقات التي تؤثر على قدرتهم على العمل وتحقيق الدخل. كما أن تكاليف الرعاية الصحية الباهظة يمكن أن تجعل الأفراد في حالة من الفقر، حيث يضطرون إلى إنفاق مبالغ كبيرة على العلاج والأدوية.


نتائج الفقر

الفقر يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأفراد والمجتمعات، وقد تشمل بعض النتائج الرئيسية للفقر ما يلي:


1. سوء التغذية: 

يعاني الأشخاص الفقراء غالبًا من سوء التغذية نتيجة عدم قدرتهم على تأمين وجبات غذائية صحية ومتوازنة. يؤدي سوء التغذية إلى نقص العناصر الغذائية الأساسية والفيتامينات، ويمكن أن يؤثر على صحة الأفراد ويؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة.


2. سوء الصحة: 

يعاني الأشخاص الفقراء غالبًا من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية. قد يتعذر عليهم الحصول على العلاج والدواء اللازم، وبالتالي يزداد خطر الإصابة بالأمراض وتفاقمها. قد يعانون أيضًا من ظروف صحية غير صحية في محيطهم المعيشي.


3. نقص الفرص: 

يمكن أن يحرم الفقر الأشخاص من الفرص التعليمية والتدريبية وفرص العمل المناسبة. قد يؤدي ذلك إلى دائرة مفرغة من عدم القدرة على الحصول على وظيفة جيدة وتحسين مستوى الدخل، مما يزيد من انعدام الأمن المادي والاقتصادي.


4. سوء السكن: 

يعيش الأشخاص الفقراء في ظروف سكن غير لائقة، مثل المنازل المتهالكة والمكتظة وغير الصحية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة انتشار الأمراض وتدهور جودة الحياة.


5. قلة التعليم: 

يمكن أن يؤثر الفقر على فرص التعليم والتنمية الشخصية. قد يتعذر على الأشخاص الفقراء الحصول على التعليم الجيد والوصول إلى فرص التعلم المستمر، مما يؤثر على قدراتهم وفرصهم في الحياة.


6. التمييز والاستبعاد: 

يعاني الأشخاص الفقراء من التمييز والاستبعاد الاجتماعي. يمكن أن يتعرضوا للتمييز في سوق العمل وفي المجتمع، مما يؤثر على نفسيتهم وقدرتهم على المشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية.


تتفاقم هذه التأثيرات بسبب الدائرة المفرغة للفقر، حيث يكون من الصعب على الأشخاص الفقراء تحسين وضعهم الاقتصادي والاجتماعي بسبب قلة الفرص والموارد المتاحة لهم.


في الختام، أود أن أعبّر عن أملي في أن تكون هذه المقالة التي تناقش أسباب الفقر قد أضافت قيمة معرفية لكم. يعتبر الفقر قضية معقدة تؤثر على حياة الملايين من الأشخاص حول العالم، وفهم أسبابها يمكن أن يساهم في إيجاد حلول فعّالة. إن توعية الناس بالأسباب الجذرية للفقر هو خطوة هامة نحو بناء مجتمعات أكثر عدالة وازدهارًا. ولن نتوانى عن المساهمة في هذا الجهد من خلال المشاركة في الحوارات والتوعية بالمسائل المتعلقة بالفقر ودعم الجهود المستدامة لمكافحته. لنتعاون جميعًا لتحقيق تقدم حقيقي وتحسين جودة حياة الناس في جميع أنحاء العالم. لاتنسي مشاركة هذه المقالة على مواقع التواصل الاجتماعي


حسين سيد
بواسطة : حسين سيد
اسمي حسين وأنا مدير موقع "موضوعات" الذي تم تأسيس سنة 2020 الغرض منه هو تعزيز المعرفة وتبادلها مع الأخرين عبر المشاركة و تقديم كل ما هو جديد في مجال استثمار وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة و الربح من الإنترنت و تقديم أفكار مشاريع للوصول إلى الحرية المالية و كل مايخص محركات البحث.
تعليقات