تعريف الاستثمار الحقيقي لغة واصطلاحا وأهميته للدول والأفراد

كثيراً ما نسمع أو نقرأ عن الاستثمار، ويرتبط الأمر دائماً بالأموال، هل تعرف أن للاستثمار أوجه عديدة، وأنه غير مقتصر فقط على الأموال، فهناك استثمار في النفس، وهناك استثمار في الوقت، وهناك استثمار في العقارات، وغيرها، وفي هذا المقال سنتناول تعريف الاستثمار، وعن الطرق المختلفة للاستثمار.

تعريف الاستثمار الحقيقي لغة واصطلاحا وأهميته للدول والأفراد


مفهوم الاستثمار الحقيقي

هناك العديد من الأفكار التي تصف تعريف الاستثمار، ولكن يمكننا تعريف الاستثمار بأنه الأموال المستخدمة في توفير السلع والخدمات، أو بمعنى آخر الأموال التي يتم تشغيلها في الوقت الحالي بغرض زيادتها مستقبلاً، أو تحقيق ربح حالياً أو في المستقبل القريب أو البعيد.

فيما توصل البعض إلى تعريف الاستثمار على أنه مجموعة الأصول التي يشتريها الفرد في الوقت الحالي بغرض الحصول على دخل أكبر في الوقت الحالي أو المستقبلي، وقد تكون هذه الأصول ثابتة مثل الأسهم طويلة الأجل والسندات، وقد تكون أصول متغيرة مثل الاستثمار العقاري.

تعريف الاستثمار لغة واصطلاحا:

توصل علماء اللغة إلى أصل استثمار وهو الفعل استثمر ويستثمر وأصلها ثمر الرجل، أي زاد وازدهر، وثمر أيضاً بمعنى تحول، ومن هنا قاموا بتعريف الاستثمار على أنه طلب تحصيل نماء وازدهار المال بالطرق المشروعة، مثل المضاربة والشراكة، وإنشاء مشروعات جديدة أيضاً، فالاستثمار يعبر عن استنماء الأموال بشتى الطرق.

فيما توصل البعض أيضاً إلى تعريف الاستثمار على أنه الاستغناء عن بعض الأموال في الوقت الحاضر ولفترة زمنية معينة بغرض الحصول على زيادة في هذه الأموال في المستقبل، كي تعوض صاحب الأموال عن المخاطرة بأمواله، وأيضاً نقص قيمتها الشرائية نتيجة للتضخم.

تعريف الاستثمار الحقيقي:

أما عن تعريف الاستثمار الحقيقي، فهو الاستثمار في الأصول الحقيقية وهي الأصول الملموسة والمملوكة للفرد، والتي يمكنه التحكم فيها في أي وقت عند الحاجة إليها، وهناك فرق بين الاستثمار الحقيقي والاستثمار المالي، فالاستثمار المالي يتعلق بالاستثمار في الأوراق المالية من أسهم وسندات وشهادات إيداع.

وهناك أيضاً الاستثمار طويل الأجل والاستثمار قصير الأجل، فالاستثمار طويل الأجل يتمثل في الأسهم والسندات والتي قد تصل فترة الاستثمار فيها لمدة 5-10 سنوات، أما الاستثمار قصير الأجل فهو الاستثمار في الأوراق المالية والتي تكون في صورة أذونات الخزينة، أو في صورة شهادات إيداع، ويعرف أيضاً بالاستثمار النقدي.

فوائد الاستثمار

وللاستثمار العديد من الفوائد سواء للأفراد أو الحكومات، فالمال المستخدم في الاستثمار سواء كان الاستثمار في صورة فتح مشروعات، أو أسهم وسندات للشركات يوفر العديد من الفوائد والتي من أهمها:

أهمية الاستثمار للدول:

  • توفير فرص العمل للشباب، من خلال فتح مصانع وشركات، أو مشروعات صغيرة، أو المساهمة في إنشاء الشركات من خلال الأسهم والسندات.
  • توفير السلع والخدمات اللازمة للأفراد، من خلال الاستثمار في المصانع والشركات التي توفر هذه الخدمات.
  • ازدهار اقتصاد الدول من خلال زيادة حجم الاستثمار بها.
  • رفع مستوى معيشة الأفراد في الدولة، وزيادة متوسط دخل الفرد، من خلال زيادة الدخل القومي.
  • يساهم الاستثمار الأجنبي في توفير العملات الصعبة، أو العملات الأجنبية اللازمة لشراء السلع، أو المواد الخام من الخارج.
  • زيادة الإنتاج مما يساعد على وجود فائض للتصدير الدولي.

ومن المتعارف عليه في علم الاقتصاد أنه كلما زاد حجم الاستثمار في الدولة، ساعد ذلك على زيادة حجم النمو في الدولة، وإنعاش اقتصادها، وزيادة حجم الدخل القومي ومتوسط دخل الفرد، وساعد ذلك على جذب الاستثمارات الأجنبية.

 ولذلك تسعى الكثير من الدول في الوقت الحالي إلى تخفيف العراقيل التي تواجه المستثمرين، وبخاصة المستثمرين الأجانب، فتقلل الشروط التي تواجه المستثمر الأجنبي مما يمثل عامل جذب للكثير من المستثمرين الأجانب، ويعود بالفائدة الكبيرة على الإنتاج القومي، ونمو الاقتصاد المحلي، وتقليل نسبة البطالة.

فوائد الاستثمار للأفراد:

وعلى مستوى الأفراد فمن المعروف أن للاستثمار العديد من الفوائد التي تصب في مصلحة الفرد أيضاً، فمن يفكر في تحسين مستوى معيشته ومستقبل أفراد أسرته، فعليه بالتفكير في الاستثمار، حتى وإن كان متوسط دخلك بسيطاً، حاول قدر الإمكان توفير جزء ولو بسيط منه شهرياً للاستثمار، فمن أهم فوائد الاستثمار للأفراد ما يلي:

  • توفير مصدر آخر للدخل، من خلال الفوائد من استثماراتك.
  • تحسين مستوى معيشة الفرد والأسرة في المستقبل.
  • الحفاظ على جزء من المال، والتخطيط لمستقبل أفضل.
  • الحفاظ على قيمة الأموال، والتي تقل قيمتها مع مرور الوقت بسبب التضخم، وبالتالي يُعد الاستثمار أفضل بكثير من الادخار.
  • الحفاظ على الأموال وتقليل الضرائب التي تُفرض عليها.
  • توفير مصدر إضافي للدخل من خلال الفوائد على الاستثمار.
  • تأمين مستقبلك ومستقبل أسرتك، فالاستثمار في الأوراق المالية ذات العائد الثابت، والتي تقل نسبة المخاطرة بها، توفر لك مصدر ثابت للدخل عند الوصول لسن التقاعد.

أنواع الاستثمار pdf

وفقاً لتعريف الاستثمار هناك العديد من أنواع الاستثمار، تختلف باختلاف الغرض منها، وكيفية استثمار الأموال، وفيما يلي أكثر أنواع الاستثمار شيوعاً: 

استثمار السندات الحكومية:

من أكثر أنواع السندات أماناً، وأقلها من حيث نسبة المخاطرة، فيتم شراء السندات من الصناديق الحكومية، وهي مناسبة للمستثمرين في سن التقاعد، للحصول على عائد ثابت.

سندات الشركات:

إذ تقدم بعض الشركات الكبرى سنداتها للمستثمرين، وهي ذات نسبة مخاطرة أعلى من السندات الحكومية، ولكنها ذات عائد أكبر أيضاً، وتقدم سندات الشركات من خلال صناديق الاستثمار المشتركة، وكذلك الصناديق المتداولة، ويكون للسندات فترة معينة قد تكون سنة أو تمتد لسنوات، ويحصل المستثمر على الفوائد من السندات بشكل دوري، ويسترد قيمة السند بنهاية المدة المتفق عليها.

سندات الخزانة:

وتُعرف أيضاً بأذون الخزانة، وعلى الرغم من أن أي استثمار يشمل نسبة مخاطرة، إلا أن المستثمرين يعتبرون أذون الخزانة استثمار خالٍ من المخاطرة، ومن المعروف في عالم الاستثمار أنه كلما قلت قيمة المخاطرة يقل العائد أيضاً، فتتراوح العوائد السنوية لأذون الخزانة من 2-3% فقط، ويشتريها المستثمرون من الصناديق المشتركة.

الأسهم العادية:

وهي النوع الأكثر شيوعاً، والأكثر استخداماً من أنواع الأسهم، وتتكون من محفظة استثمارية تحتوي على مجموعة الأسهم المختلفة ومتنوعة بعضها مرتفعة المخاطر، والبعض الآخر منخفض المخاطر، مما يضمن الحصول على نسبة أرباح جيد دون التعرض لمخاطرة كبيرة.

الأسهم الممتازة:

أو ما يعرف في الإنجليزية بالـ Preferred stock وهو من أنواع الاستثمار المفضلة عند الكثيرين، فيتميز السهم المميز عن السهم العادي أن صاحبه يحصل على عائد ثابت، ويتم الحصول عليه قبل إجراء أي توزيعات على أصحاب السندات والأسهم الأخرى، ثم يحصل على نصيبه من الأرباح أيضاً، فصاحب الأسهم الممتازة يحصل على دخل ثابت كل 3 شهور مثله مثل أصحاب السندات، ولكنه يتميز بأنه يعتبر من المساهمين في الشركة، وليس للأسهم الممتازة تاريخ انتهاء، وذلك على عكس السندات.

فيحق لصاحب الأسهم الممتازة التدخل في أي قرارات تخص وضع الشركة الحالي، أو قرارات مستقبلية، كذلك يمكن لصاحب الأسهم الممتازة تحويلها إلى سندات، أو إلى أسهم عادية أيضاً.

استثمارات الإقراض:

من أنواع الاستثمارات الأقل خطورة، ولكنها أقل من حيث العائد أيضاً، وتتم من خلال سندات صادرة عن الشركة خلال فترة معينة، ويحصل صاحبها على قيمة ثابتة من الأرباح، وذلك بغض النظر عن زيادة، أو مضاعفة أرباح الشركة، فلا يحصل صاحب هذا النوع من الاستثمارات أي مضاعفة في قيمة استثمارته، ولا يتحمل أعباء الخسارة أيضاً.

استثمارات النقد:

وهي من أنواع الاستثمارات الجيدة، والتي تتميز بقابلية تحويلها إلى نقد في أي وقت، من خلال الشيكات، والأوراق المالية الأخرى، فهي أكثر الأنواع قدرة على تحويلها إلى سيولة مالية، ومن ثم جاء اسم استثمارات النقد، ويتميز أيضاً هذا النوع من الاستثمارات بقلة تعرضها للمخاطرة، فهي من أقل أنواع الاستثمار مخاطرة، ولكن فائدتها منخفضة أيضاً، فقد تبلغ قيمة الفائدة منها 1-2% فقط.

الاستثمار العقاري:

يُعد الاستثمار العقاري من أكثر أنواع الاستثمار انتشاراً خاصة لأصحاب الاستثمارات الكبيرة، فالاستثمار العقاري يضمن نسبة ربح مرتفعة، خاصة مع التقلب الشديد في أسعار العقارات، ولكنه وفقاً للقاعدة الاستثمارية الشهيرة، فكلما زادت نسبة الربح، ارتفعت نسبة المخاطرة، إذ إن سوق الاستثمار العقاري يشمل تقلباً شديداً، وارتفاعاً وانخفاضاً خلال وقت قصير.

تعريف الاستثمار العقاري:

العقارات هي نوع من الأصول الثابتة، والتي يصعب تسيلها، أو جعلها في صورة نقدية، لذلك هي تُعد من الاستثمارات طويلة الأجل، ويشمل الاستثمار العقاري شراء، أو تأجير، أو تحسين العقارات بغرض الربح،

ويشمل ذلك شراء وبيع العقارات أيضاً، ويحتاج الاستثمار في المجال العقاري لرأس مال كبير، لشراء أو تأجير الممتلكات، وتوفر البنوك العقارية القروض لذلك الغرض، ولكنها تحتاج إلى وجود تدفق نقدي لضمان سداد القروض.

ويجب على المستثمر في مجال العقارات فهم ذلك المجال جيداً، ومعرفة مميزاته وعيوبه، وإن لم يفعل ذلك فهو يُعرض أمواله للمخاطرة، كذلك يوجد مستشارون في المجال العقاري، يمكنك الاستفادة من خبراتهم الكبيرة،

إذ يمكنهم مساعدتك في شراء أفضل العقارات والتي من المتوقع أن يزيد سعرها مستقبلاً، كما سيساعدك في كثير من الأمور الأخرى.

وعلى الرغم من المميزات العديدة للاستثمار العقاري؛ إلا أنه هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى فشله، ومن ضمن أهم الأسباب التي تساعد في فشل الاستثمار العقاري هي المضاربة أو ما يعرف بـ flipping، والتي تميل إلى الربح السريع،

إذ يشتري المستثمر العقارات ويبيعها خلال فترة قصيرة، مما قد يتسبب في خسارته، فالاستثمار العقاري هو في الغالب استثمار طويل الأجل، ولذلك عند استخدامه كاستثمار قصير الأجل يسبب ذلك الخسارة.

ومن الأسباب الأخرى والتي قد تؤدي إلى فشل الاستثمار العقاري، هي زيادة النقد السلبي، ويُقصد به أن تكون التدفقات الخارجية أو الأموال المصروفة على العقارات،

من أعمال بناء أو ترميم وغيرها، أكبر من التدفقات الداخلية، أي العائد النقدي من العقارات.

تعريف الاستثمار الاجنبي: 

وهناك أيضاً الاستثمار الأجنبي، وهو قيام شركات أو أفراد ينتمون لدولة معينة بالاستثمار في دولة أخرى، ويعد الاستثمار الأجنبي من أكثر أنواع الاستثمار المفيدة لاقتصاد الدول، إذ يساعد الاستثمار الأجنبي من خلال بناء المصانع والشركات وغيرها من الاستثمارات إلى إنعاش الاقتصاد، ورفع مستوى معيشة الأفراد، كذلك يساعد على تقليل نسبة البطالة من خلال الاعتماد على العمالة الوطنية للبلد بنسبة كبيرة، ويساعد على توفير السلع والبضائع أيضاً.

ولذلك تسعى الكثير من الدول إلى تقليل القيود والعقبات التي تُفرض على المستثمرين الأجانب، وتساعدهم بتخفيف الإجراءات اللازمة للبدء في استثماراتهم، مما يعمل على جذب المستثمرين الأجانب، قد تسعى بعض الدول أيضاً لعمل شراكة مع المستثمرين الأجانب لفتح آفاق جديدة من الاستثمار الأجنبي في أراضيها.

تحدثنا في هذا المقال عزيزي القارئ عن تعريف الاستثمار، وكذلك الطرق والأنواع المختلفة للاستثمار، والتي يجب عليك فهمها جيداً عند الخوض في عالم الاستثمار. 

حسين
بواسطة : حسين
اسمي حسين وأنا مدير موقع "موضوعات" الذي تم تأسيس سنة 2020 الغرض منه هو تعزيز المعرفة وتبادلها مع الأخرين عبر المشاركة و تقديم كل ما هو جديد في مجال استثمار وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة و الربح من الإنترنت و تقديم أفكار مشاريع للوصول إلى الحرية المالية و كل مايخص محركات البحث.
تعليقات