مخاطر الاستثمار – أنواعها وكيفية التغلب عليها

مخاطر الاستثمار

كلنا يبحث عن فرص استثمارية جيدة والحلم الدائم هي أن تكون آمنة بدون مخاطر ولكن هيهات، سيظل هذا حلما، إن الاستثمار بشكل عام لابد وأن ينطوي على درجة معينة من درجات المخاطرة، وتُشير المخاطر الاستثمارية إلى احتمال الخسارة الكامن في قرار الاستثمار، ومع ارتفاع مخاطر الاستثمار يسعى المستثمرون إلى البحث عن فرص استثمارية تحمل عوائد أعلى لتعويض خسائرهم.

مخاطر الاستثمار – أنواعها وكيفية التغلب عليها


تختلف درجة المخاطرة باختلاف ظروف الاستثمار ونوعه، كما يواجه المستثمرون أنواعا مختلفة من المخاطر منها ما يمكن التنبؤ به وكثيرا منها لا يمكن تنبؤه.

في هذا المقال تعرف على مخاطر الاستثمار وأنواع المخاطر المختلفة، وكيف يمكن تفادي تلك المخاطر من خلال اتخاذ النهج الامثل للإستثمار.

ما هي مخاطر الاستثمار؟

بداية دعونا نتعرف على مفهوم المخاطرة في العملية الاستثمارية، إن لكل منتج ترغب في الاستثمار به عوائد مختلفة وتتمثل تلك الاختلافات في:

  • سهولة حصولك على أموالك متى احتجت إليها.
  • سرعة نمو تلك الأموال.
  • سلامة تلك الأموال.

أما المخاطر فهي تتمثل في عدم القدرة على تحقيق العائد المتوقع أو المخطط له، وهنا يكون الهدف الأكبر لكل مستثمر هو تقليل العوامل المسببة للمخاطر والتي يمكنه السيطرة عليها أما التي لا يمكنه السيطرة عليها فهو يتحملها في النهاية.

وإذا أردنا قياس هذا الأمر على نوع من أنواع الاستثمار الهامة ,مثل الاستثمار في سوق الأسهم، فإن المخاطر الإستثمار منها ما يمكن تلافيه ومنها وما لا يمكن تلافيه، وهنا نجد أن المخاطر تنحصر في نوعين:

  1. مخاطر السوق والتي نُطلق عليها المخاطر المنتظمة. 
  2. مخاطر الشركة والتي نُطلق عليها المخاطر الغير منتظمة.

أولاً مخاطر السوق:

مخاطر السوق تعني تقلبات الأسعار وتذبذبات الأسواق المالية. قد تتأثر قيمة الاستثمارات بشكل كبير بسبب التغيرات في العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. يمكن التغلب على مخاطر السوق عن طريق التنويع في محفظة الاستثمار، ومراقبة الأخبار والأحداث العالمية، واتخاذ القرارات المستنيرة بناءً على تحليل السوق.

تلك المخاطر هي التي تؤثر في السوق بشكل عام مثل:

  • الأوضاع السياسية.
  • الأوضاع الاقتصادية.
  • اسعار الفائدة.
  • معدل التضخم.
  • تغير سعر الصرف.

كل تلك العوامل تعد أخطار الاستثمار في سوق الأسهم التي تشمل السوق ككل ولا يمكن السيطرة عليها.

ثانياً مخاطر الشركة:

هذا النوع من مخاطر الاستثمار يرتبط بالشركة نفسها وتزداد كلما تراجعت الأعمال في الشركة وكان هنالك اضطراب في خطتها الاستثمارية ,مما يؤدي إلى انخفاض القيمة السوقية لأسهمها، تتمثل مخاطر الشركة في نوعين رئيسيين هما:

  • المخاطر المالية مثل مخاطر الديون. 
  • مخاطر الأعمال والتي ترتبط بتراجع أعمال الشركة.


هل هناك مخاطر استثمارية أقل ومخاطر أعلى؟

بشكل عام لا يمكننا القول أن أخطار الاستثمار كلها درجة واحدة هنالك مخاطر نسبة المخاطرة فيها قليلة وهناك أخرى نسبة المخاطرة أعلى ، دعني أرجع لسوق الأسهم مرة أخرى لنعي أكثر مفهوم المخاطرة الأعلى، تعد المضاربة بسوق الأسهم من خيارات الاستثمار التي تحمل خطورة أعلى مقارنة بالاستثمارات العقارية مثلا،

ولكن ما الذي يجعل المستثمرين يقبلون على هذا النوع من الاستثمار؟ 

  • نعم إنها الأرباح ,العوائد المرتفعة للمضاربة تجعل المستثمر يتحمل مخاطرها المرتفعة أيضا، أنت هنا على وعد إما بتحقيق عائد هائل أو خسارة جزء من استثماراتك أو ربما تخسرها كلها.

على الجانب الآخر هناك مخاطر استثمار أقل خطورة وتعد آمنة نسبيا مثل السندات مثلا إلا أنها بالتأكيد أقل ربحا من المضاربة.


أمثلة مخاطر الاستثمار الأقل خطورة:

  • السيولة النقدية.
  • الودائع الثابتة بفائدة.
  • سندات حكومية.

أمثلة مخاطر الاستثمار المعتدلة:

أمثلة مخاطر الاستثمار الأعلى:

  • المشاركة.
  • السلع.
  • تداول العملات.
  • المشتقات (مثل الخيارات والعقود الآجلة).

ما هي أنواع مخاطر الاستثمار بشكل عام؟

هنالك عدة أنواع للمخاطر التي تشترك بها معظم مجالات الاستثمار وقياسا على سوق الأسهم الذي اتخذناه مثالا لمقالنا من البداية فإن أنواع مخاطر الاستثمار به تتمثل فيما يلي:

1- مخاطر السوق

وهي المخاطر التي تنطوي على انخفاض قيمة الاستثمارات بسبب التطورات الاقتصادية أو الأحداث الأخرى التي تؤثر على السوق بأكمله والتي تحتمل خسارة قيمة الاستثمارات لأكملها أو جزء منها.

وهنا نصيحتنا إليك لتقليل أخطار الاستثمار هو الاتجاه إلى الاستثمار طويل الأجل مع الاعتماد على استراتيجية متوازنة.

2- مخاطر السيولة:

إن هذا النوع من أنواع المخاطر يتمثل في عدم قدرة المستثمرين على بيع أصولهم الاستثمارية بسهولة، وهنا يضطر المستثمر إلى بيعها بسعر أقل.

وهنا نصيحتنا إليك احرص على تنوع محفظتك الاستثمارية ما بين نقدية للطوارئ واستثمارات سهلة البيع.

3- خطر التركيز:

تركيز استثماراتك كلها في مجال معين يعني احتمال أكبر وخسارة أكبر في حال حدوث أي تقلب في السوق.

وهنا نصيحتنا إليك احرص على تنوع الاستثمارات الخاصة بك.

4- مخاطر الائتمان:

تعد تلك المخاطر أشد مخاطر الاستثمار خطورة، وذلك لأن تعرض الشركة لاصدار سندات يعني صعوبة مالية متوقعة

هل ستكون قادرة على سدادا الفائدة أم رأس المال؟

5- مخاطر التضخم:

هذا النوع من المخاطر يعني انخفاض مستمر في القيمة الشرائية مما يعني انخفاض قيمة الاستثمارات ككل، وعلى الرغم من أن التضخم ربما من السهل توقعه إلا أنه من الصعب جدا توقع نسيته وبالتالي نسبة المخاطر.

وهنا نصيحتنا إليك أن تعمد على الأسهم فهي توفر بعض الحماية من التضخم لأن معظم الشركات يمكنها زيادة الأسعار التي تفرضها على عملائها لتغطية الزيادة في معدل التضخم.

6- مخاطر معدل الفائدة:

من أبرز مخاطر الاستثمار هي مخاطر معدل الفائدة، إن الاحتفاظ بالسندات إلى تاريخ الاستحقاق يعني حصول المستثمر على القيمة الإسمية للسند، أما بيعها قبل تاريخ الاستحقاق في حال ارتفع معدل الفائدة يعني الحصول على قيمة أكبر، وهذه سيسبب مشكلة كبيرة وهي أن ارتفاع سعر الفائدة سيجعل المستثمرون يُقبلون على السندات الجديدة لأنها أعلى فائدة. 

وهنا نصيحتنا إليك الحرص على التنوع الجيد.

7- مخاطر الاستثمار في دولة أجنبية:

مخاطر الخسارة عند الاستثمار في دول أجنبية. عندما تشتري استثمارات أجنبية ، على سبيل المثال ، أسهم الشركات في الأسواق الناشئة ، فإنك تواجه مخاطر غير موجودة أو ربما أنت لست على علم بها إن لم تقم بدراسة السوق جيدا.


كيفية التغلب على مخاطر الاستثمار

تعد مخاطر الاستثمار جزءًا لا يتجزأ من عملية الاستثمار، ومع ذلك، يمكن للمستثمرين اتخاذ إجراءات للتغلب على تلك المخاطر وتحقيق نجاح أفضل. فيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك:

التنويع في المحفظة

واحدة من أهم الطرق للتغلب على مخاطر الاستثمار هي التنويع في المحفظة. عندما يكون لديك محفظة متنوعة، فإن أي خسارة محتملة في استثمار واحد يمكن أن تعوضها الأرباح في استثمارات أخرى. ينبغي توزيع الاستثمارات بين أصول مختلفة مثل الأسهم والسندات والعقارات.

التحليل المالي والأبحاث

قبل اتخاذ قرار الاستثمار، يجب على المستثمرين إجراء التحليل المالي للشركات والأصول المحتملة. ينبغي دراسة الأداء المالي والعوامل الاقتصادية والتنبؤات المستقبلية للمشروعات المحتملة. هذا يساعد في اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة وتقليل مخاطر الاستثمار.

تحديد أهداف الاستثمار والمدة الزمنية

يجب أن يكون لديك أهداف واضحة للأستثمار وفهم واقعي للمدة الزمنية المتوقعة للاستثمار. قد تكون بعض الاستثمارات مرتفعة المخاطر وتحتاج إلى وقت أطول لتحقيق العائد المرجو. عند تحديد أهدافك والمدة الزمنية، يمكنك اتخاذ قرارات استثمارية مناسبة وتخطيط مناسب للمخاطر.

التعلم المستمر

يعدّ الاستثمار مجالًا ديناميكيًا ومتغيرًا، لذا يجب على المستثمرين الاستمرار في تعلم وفهم الأسواق المالية وتطوراتها. يمكن الاستفادة من المصادر المتاحة مثل الكتب والمقالات والندوات والمواقع الإلكترونية المتخصصة.

إدارة النفس والعواطف

من المهم أن يكون لدى المستثمرين قدرة قوية على إدارة النفس والتحكم في العواطف أثناء عمليات الاستثمار. يجب تجنب اتخاذ قرارات مستندة إلى العواطف القوية مثل الخوف والطمع، وبدلاً من ذلك الاعتماد على التحليل العقلاني والبيانات المتاحة.

وختاما، بالتأمل في كافة أنواع مخاطر الاستثمار ستجد النصيحة المشتركة بين كافة تلك الأنواع هو الحرص على تنوع محفظتك الاستثمارية ما بين استثمارات قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل، ما بين سندات وأسهم، وهذا التنوع عموما يضمن عدم التعرض لخسارة الاستثمار كله جملة واحدة ولكنه يضمن وجود فرصة أخرى.


المصدر

investopedia

investor

حسين
بواسطة : حسين
اسمي حسين وأنا مدير موقع "موضوعات" الذي تم تأسيس سنة 2020 الغرض منه هو تعزيز المعرفة وتبادلها مع الأخرين عبر المشاركة و تقديم كل ما هو جديد في مجال استثمار وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة و الربح من الإنترنت و تقديم أفكار مشاريع للوصول إلى الحرية المالية و كل مايخص محركات البحث.
تعليقات